روبورتاج: عبير ربيعي
الـ “هيرمين” و“هيربروت“ الدواء الذي يقي من بتر الأطراف السفلى للأرجل
شف رئيس الفديرالية الوطنية لمرضى السكري نور الدين بوستة على هامش المؤتمر السابع لمرضى السكري والمتزامن مع الاحتفال باليوم العالمي لهذا الداء الذي نظم بفندق الاوراسي بالعاصمة ان الاحصائيات الاخيرة تؤكد اصابة 3 ملايين ونصف جزائري بهذا المرض منهم 15 بالمائة تعرضوا لقرح القدم السكري.
أفاد بوستة في تصريح لـ”الاحـداث” ان الـدواء المضاد لمرض قرح القدم السكري متوفر في الوطن والمتمثل في الانسولين heberprot الذي يتواجد على مستوى أقسام مرضى السكري بالمستشفيات فقط والمرهم heberming المتوفر في الصيادلة لتمكين أكبر عدد من المرضى الذين يعانون من قرحة رجل السكري الاستفادة منه، ما من شأنه الوقاية من بتر قدم المصاب. من جهته، ناشد المدير العام للمخبر الجزائري لتطوير الصناعة الصيدلية “لاد فارما” الدكتور جابر وزارة الصحة من أجل الاسراع في تسويق مرهم “هيرمين” وحقن “هيربروت” في الصيدليات والمستشفيات على حد سواء ليتمكن المرضى من استعمالها وتدارك المرض قبل الوصول الى بتر القدم، مشيرا الى ان مخابر “لاد فارما” تنتج بنفسها مرهم “هيرمين” وحقن “هيربروت” التي اثبتت نجاعتها في علاج قرحة القدم السكرية، وذلك بترخيص من طرف وزارة الصحة.
أكثر من 200 ألف مريض معرض لبتر القدم وحسب رئيس الفديرالية الوطنية لمرضى السكري، أكد أن الجزائر تحصي أكثر من 200 ألف مريض معرض لبتر القدم في أي وقت، في حالة عدم تناول الدواء بشكل منتظم، مشيرا الى ان خلل سريان الدم عبر الأوعية المتواجدة في القدم على رأس الأسباب التي تؤدي الى هذا المرض، ناهيك انها تنجم عن حالة مرضية في الاعصاب ذات صلة بالقدم أو حدوث تعفن ناتج عن صدمة، على غرار ارتداء الاحذية الصينية التي تساهم بشكل كبير في تفعيل المرض. للاشارة، فان القرح هي أجزاء من سطح العضو مثل القدم أو اليد لا تتمتع بالغطاء الجلدي مما يجعل الأنسجة الواقعة تحت الجلد مكشوفة ومعرضة للمؤثرات الخارجية، ومن أهم أسباب القرح في القدم لمرضى السكري هي تلف الأعصاب الطرفية حيث ان هذا التلف يؤدي الى عدم شعور المريض بالضغوط الزائدة التي تتلف الجلد والنتيجة هي ظهور تقرنات (كاللوهات أو زيادة سمك الجلد) عند نقط ضغط الجلد بين العظام البارزة والأرض أو الحذاء كمحاولة من الجلد للدفاع عن نفسه، إلا أن هذه “الكاللوهات” سرعان ما تنهار مما ينتج عنه القرح، بالاضافة الى ضيق وانسداد الشرايين الذي يؤدي الى تلف الجلد وعدم إصلاحه لعدم كفاية الدم الواصل إليه، على غرار الجروح التي لا تلتئم فأي جرح تطول فترة بقائه بدون إلتئام يعتبر قرحة ويحدث ذلك بسبب ضعف الإلتئام أو سوء العلاج. 15 بالمائة من المصابين بالسكري لا يتمتعون بحق التأمين الاجتماعي
لا يزال العديد من المرضى المصابين بداء السكري مهمشين في ظل عدم استفادتهم من بطاقة التامين الاجتماعي التي من شانها ان تساعد المريض في الحصول على التعويضات المالية والاستفادة من نظام الدفع، على غرار انها تستعمل في الصيدليات ومؤسسات العلاج العمومي، حيث قال بوستة بأن 15 بالمائة من المصابين بداء السكري غير مؤمنين وبان 25 بالمائة منهم شباب تقل اعمارهم عن 30 سنة.
وفي هذا السياق، اوضح رئيس جمعية أصدقاء المريض بسكيكدة انه تم طرح العام الماضي بوزارة الصحة مشروع لتفعيل الصحة الجوارية تحت عنوان “تقريب الصحة من المريض” وهذا بغية مساعدة المرضى المقيمين في المناطق الريفية والمعزولة حيث تتواجد المراكز الاستشفائية بعيدا عن مقرات سكناهم، في هذه الحالة يتوجه الطبيب بنفسه الى مكان تواجد المريض، لكن حسب ما اشار اليه ذات المسؤول فان المشروع لم يتجسد الى غاية الان.
رئيس الفديرالية الوطنية لمرضى السكري بوستة يحذر من علاج المرض بالاعشاب الطبية في هذا الصدد حذر بوستة نور الدين كل المرضى المصابين بقرح القدم السكري بعدم تناول ادوية الاعشاب الطبية التي قد تؤزم الوضع، فقد لا تؤدي فقط الى بتر الاطراف السفلى للقدم، بل حتى الى وفاة المصاب بهذا الداء، حيث نصح هذا الاخير المريض بضرورة اتباع نظام غذائي صحي من اجل تجنب قرحة القدم السكرية، ومراقبة مستوى الجلوكوز في الدم بشكل يومي من اجل اختبار سكر الدم، وايضا القيام بالنشاط البدني، وكذا اخذ الدواء وفقا لتوجيهات الطبيب، كما يمكن رعاية القدم عن طريق الحفاظ عليها بتقليم الاظافر أسبوعيا وحماية القدم من البرودة والسخونة، وارتداء الاحذيــة الصحيــة التي تباع في الصيدليات والجوارب المصنوعة من الصوف وتفادي الجوارب البلاستكية. سكان الجنوب الاكثر تضررا من داء القرح القدم السكري صرّح رئيس جمعية المرض السكري لولاية ورقلة والكاتب العام للفدرالية الجزائرية لمرضى السكري “ايباك” خلال استجواب “الاحداث” له ان المريض يعيش اوضاعا صعبة في الجنوب لانعدام مستشفيات واطباء مختصين هذا من جهة، وصعوبة تنقل المريض من الجنوب الى الشمال من جهة اخرى. مشيرا الى ان وزارة الصحة وعدتهم فيما سبق بتوفير طائرات الاسعاف بالجنوب التي تسهل على المريض التنقل الى المستشفيات بالشمال خاصة اذا كانت هناك حالات مستعجلة، لكنه ـ على حد تعبيره ـ بقيت حبرا على ورق. وفيما يخص المستشفيات التي كان مقررا انجازها في كل من بشار وورقلة قال نفس المتحدث “لم نر أي بداية في المشروع الى حد الساعة”، موجها في نفس الوقت نداء الى وزارة الصحة ووزارة التضامن للنظر في الاوضاع المزرية التي يتخبط فيها سكان الجنوب، عن طريق توفير طائرات الاسعاف او ايجاد وسيلة بالتنسيق مع الولايات في الجنوب لشراء تذاكر الطائرة للمواطنين للتنقل الى مستشفيات الشمال خاصة ذوي الدخل المحدود.