مقال في الشروق أونلاين 23/08/2014
الاحد 24 آب (أغسطس) 2014
بقلم HM

جمعيات خيرية تتكفل بتزويج الشباب وعلاج المرضى في الخارج

يعرف العمل الخيري في الجزائر تطورا ملحوظا تجلَّى مؤخرا في جمعيات خيرية يقودها شباب غُرست في نفسه منذ الصغر روح العطاء وحب الخير والبر بمن هم في حاجة إلى الصدقة، التي حكمتها عليهم ظروفهم الاجتماعية المزرية، ولكن الغريب في الأمر أن هذه الجمعيات أضحت تحل محل مصالح الدولة، التي الأولى بها أن تكون السباقة إلى توفير كل ما يحتاجه المواطن الجزائري، هذا الأخير وجد في النهر ما لم يجده في البحر، من خلال تبرُّعات بعض الجمعيات الخيرية التي تكفل البعض منها بمصاريف تزويج بعض الشباب الفقير، كما قام آخرون باقتناء كراسيّ متحركة لشباب حرمته الإعاقة من المشي، ناهيك عن أعمال أخرى، تعدّ من واجبات الدولة اتجاه مواطنيها.

وبما أن المواطن البسيط لم يجد ما يبحث عنه لدى السلطات المحلية والعليا في البلاد، قرر بعض الشباب حمل المشعل من أجل المساعدة في رفع الغبن عن بعض الفقراء في البلاد، وكم هم كثر.

وبالرغم من أن الكثير من الجمعيات الخيرية المنتشرة عبر ولايات الوطن لا يمكن أن تتكفل بانشغالات كل المحتاجين، إلا أنها تحاول جاهدة التنقل إلى بعض القرى والمداشر النائية في مختلف ربوع الوطن بغية تقديم يد العون، بمساهمة مجموعة من ذوي البر والإحسان، وهو ما تقوم به "قافلة الأمل" بالعاصمة التي تتكوّن من مجموعة من الشبان المتطوعين، وحسب السيد محمد غربي، وهو عضو ناشط في الجمعية فإنهم يقومون بزيارات ميدانية إلى عدد من الولايات، حيث يقوم العضو الممثل للجمعية فيها بزيارة مجموعة من القرى الفقيرة وتسجيل المواطنين المحتاجين وأهمّ مستلزماتهم، لينتقل أعضاء الجمعية بعد جمع ما يلزم إلى هذه القرى وتقديم المساعدات التي يجود بها أهل الخير، مضيفا أنهم تنقلوا آخر مرة إلى ولاية المدية وكانت أهم تبرعاتهم مجموعة من المواد الغذائية وأفرشة وأغطية وكذلك ملابس شتوية للصغار والكبار، إضافة إلى كرسي متحرِّك استفاد منه أحد المعاقين.

كما قررت جمعياتٌ أخرى التكفل بأهم مشكل يؤرق الشباب في الوقت الراهن وهو مشكل الزواج الذي يتطلب مصاريف أثقلت كاهل الكثيرين منهم، وهو ما تسهر على تحقيقه جمعية "ترقية وإدماج الشباب" بعنابة، وذلك من خلال تجهيز الفتيات الفقيرات المقبلات على الزواج بكل ما يلزمهن، إضافة إلى توزيع بعض الأجهزة الكهرومنزلية والأدوات المنزلية على شباب لا تتوفر لديه الإمكانات اللازمة لإتمام نصف الدين، كما قامت بحفلات زواج جماعية لعدد من الأزواج والزوجات، ناهيك عن تجهيز غرف النوم، لكن الجمعية تشترط في الشباب الراغب في التسجيل أن يكون موظفاً لضمان استمرارية الحياة الزوجية.

ولا تغفل بعض الجمعيات جانب العطف والرحمة بالمريض، الذي يحتاج ولو إلى كلمة طيبة، وهو ما دأبت العديد من الجمعيات الخيرية على فعله وفي مقدمتها "قافلة الأمل" و"ناس الخير" و"دير الخير وانساه" التي تقوم بزيارات دورية للمستشفيات وتقديم ما يحتاجه المريض من أدوية وملابس ومبالغ من المال، وتكفل بعضها بنقل مجموعة من المرضى للعلاج بالخارج بمساهمة المحسنين.

ووقفت هذه الجمعيات إلى جانب المواطن البسيط في أحلك الظروف، حيث شاركت جمعية "أصدقاء المريض" بولاية سكيكدة في حملة التضامن التي نظمت لفائدة المتضررين من سوء الأحوال الجوية، وقدمت خلالها مجموعة من الأدوية للمصابين بالأمراض المزمنة، وكذلك ألبسة شتوية، معاطف وأحذية، ومجوعة من المواد الغذائية الأساسية.